مـــقدمــــــــة
يواجه من يريد وضع معجم لمفردات علمٍ ما تضارب النوازع بداخله، فتتملكه أحيانا الرغبة فى الاستحواذ و الموسوعية وبسط مظلة ذلك العلم على غيره من العلوم , وأحيانا تتنازعه الرغبة نحو الإمعان فى التخصص والتعين والاكتفاء بوضع علامات إرشادية على مناطق التفرد والتميز… وهكذا كان حالى عندما شرعـت فى وضع هذا المعجم لمصطلحات " الصحة العامة وعلومها " ، فما كان منى إلا أن اتبعت أوسط الطرق ، وكان دليلى هو اتجاه مؤشر المحصلة التي جمعت ما بين قوة الدفع نحو الموسوعية وقوة الجذب نحو الخصوصية.
ولم تكن المهمة سهلة كما كنت أتوقع, فكثيراً ما وقفت حائراً أمام ما يجب وضعه وما يجب تركه من مصطلحات ، وسبب ذلك هو السمة الخاصة لعلم " الصحة العامة" كأحد العلوم المتجددة المتفاعلة التي تقتحم على الدوام مجالات جديدة ، وتنبت لها كل حين براعم وليده.
وكان ثمرة جهدي ، هو هذا العمل المتواضع ، والذي لا أدعى له كمال المناقب وبراءة المثالب ، لكنه - كما أراه - محاولة رجوت بها تقديم معجم مبسط ، سهل التناول للمصطلحات والمفاهيم الشائعة ، خدمة للباحثين والدارسين والمهتمين بمجال " الصحة العامة " ، ليتيسر لهم نقل خبراتهم وما تعلموه لمجتمعهم وبلغة أهلهم ( وهو التزام أخلاقي ووطني ) ولتعميم الفائدة والنفع ( وهو التزام ديني و مهني ).
فلكل الزملاء و الأبناء أهدى هذا المعجم ، راجياً له القبول والنفع ، ويسعدني دوماً سماع القدح قبل المدح ، حتى يمكنني تسديد النقص ورأب الصدع ورفو القطع وتدارك المستطاع من الخلل الذي لا ينجو منه أي عمل.
والله من وراء القصد وله الثناء والحمد دكتــــور أحمد رفعت عبد الغفار الكشميري
